كانت ولادته العام 1903 م في بيئة اسلامية هادئة متواضعة عرفت بالزهد و الحلم و التسامح، ورث عن ابويه حبه للعلوم الشرعية الاسلامية. بدأ حياته الاولى في دكان بسيطة، حوّلها الى مدرسة لنفسه، و اغناها بالمنشورات و كتب التفاسير و القراّن الكريم. فحفظ القراّن و هو في الثانية عشر من عمره، ثم تفتّحت مواهبه على ميل شديد و رغبة جامعة للعزلة و المطالعة و قراءة السيرة النبوية الشريفة، فبدا شبابه شاعرا" و خطيبا" مبدعا". اختارته جمعية المقاصد الخيرية الاسلامية كمفتش في مدارس البقاع، ثمّ بدأ حياته الدعوية كامام في بلدة غزّة في البقاع الغربي، ثمّ انتقل الى بلدة الخيارة القريبة من غزّة ثمّ ارتأى وجهاء بلدته بعد أن عمّت شهرته المنطقة أن يكون الشيخ حسين شيخ البلدة و امامها و كان لهم ما ارادوا، فأستمرّ في مهمّته منذ العام 1935 حتى العام 1985 م تاريخ انتقاله الى الرفيق الأعلى.
انتخب مفتيا" لمحافظة زحلة و البقاع عام 1957 م.
عرف عنه حبه الشديد لأمته و دينه و بني قومه، ما تخلّى عن مناسبة اسلامية الا و كتب فيها شعرا" ينبض رقّة و عاطفة و حماسة و دعوة للعودة الى مجد الاسلام و عزّته. لطالما غنّى شعرا" بمولد المصطفى و هجرته و اسرائه، و لطالما حنّ الى عصر الراشدين و عصر الصحابة و العظماء من بني قومه. كان يدمي قلبه تفرّق المسلمين و تمزقهم دولا" و حكومات متصارعة و كثيرا" ما حنّ الى ايام بدر و اليرموك و القادسية و حطّين.
كان ينفخ في اذن زعماء العرب و المسلمين و الشباب المسلم روح الجهاد و النخوة و الشهادة و النصر كي يخلصوأ فلسطين و الأقصى من ايدي الغزاة الصهاينة.
كان مدافعا" عن السنّة النبوية الشريفة، فأبطل الكثير من العادات و التقاليد الجاهلية في البقاع.
كانت حياته بسيطة هادئة متواضعة طواها في ورع و تقوى و علم و محبّة لابناء بلدته و مجتمعه و امّته.
له خطب عديدة و مقالات نشرت في صحف كثيرة و ديوانه الشعري قيد الاعداد.
من مؤلفاته: "تلاميذ المسيح على منبر الاسلام"، و فيه شهادات علماء الغرب بسماحة الاسلام و عدالته.
أسس المركز الاسلامي في جب جنّين.
أنشأ المستشفى العربي الخيري الذي توقف عن العمل خلال الاجتياح الاسرائيلي ثمّ انجز مؤخرا" بانتظار تشغيله من قبل الجمعية المشرفة عليه.
توفّي رحمه الله في 22 أيار 1985 بعد أن اطمأن الى اندحار جيش الاحتلال الاسرائيلي عن ارض الوطن.
طيّب الله ثراه و اسكنه فسيح جنّاته و أغنى الله الامة بعلمه و بأمثاله من الائمّة الصالحين و العلماء العاملين.